إن المسيحيبن الفلسطينيين الأرثوذكس من أقدم الطوائف الدينية العربية في فلسطين، وكان لهم منذ القديم الحق في إدارة شؤونهم الدينية وأوقافهم وجميع المسائل المتعلقة بذلك، وقد أكد ذلك دستور 1908م العثماني الذي ينص في العديد من فقراته على حرية الطوائف الدينية المتعددة في إقامة طقوسها الدينية وإدارة أوقافها وأموالها بدون أي تدخل من الجهات الرسمية.

وكانت هـذه الطوائف تختار من أبنائها ورجالاتهـا من تـرى به الكفاءة وحسن السيرة والأمانـة ليقومـوا بهذه المسؤولية فان الطائفة الأرثوذكسية في غزة بعد الحرب العالمية الأولى 1914- 1918 اختارت عدداً من أفاضل رجالهـا ليقوموا بهذه المهمة ومنهم على سبيـل المثال لا الحصـر كل من المرحوم مصباح فرح ويوسف الصايغ وحافظ الترزي.  وقديماً كان للطوائف الدينية في فلسطين وبما فيها الطائفة الأرثوذكسية بغزة الحق في أن يمثلها أعضاء في مجالس الإدارة في غزة والمجالس المحلية في القدس ومن جملة هؤلاء الأشخاص كل من:  سليمان فرح وميخائيل الصراف ويعقوب المدبك وسليمان منصور، وكان بعضهم يشغل قناصل لمختلف الدول الأجنبية.

وممِّا ذكر أعلاه يتبين أن المسيحيين الأرثوذكس العرب في غزة كما في أنحاء فلسطين كانوا يتمتعون دائماً بحرية العقيدة والعمل والسكن وجميع الأمور الحياتية الأخرى، واستمر الحال كذلك طيلة فترة الحكم العثماني والفترة الانتدابية البريطانية وحتى سنة 1964 في فترة الحكم المصري حيث توفي معظم أعضاء مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية العربية ولم يتبقَ منهم على قيد الحياة إلا واحد فقط .  ولذلك أصدر الحاكم العام المصري حرصاً على مصالح الطائفة القرار رقم 43/1964 الذي شكل فيه لجنة تعرف باسم وكالة كنيسة طائفة الروم الأرثوذكس محدداً أسماء الوكلاء وهم كل من:

 1 ـ حافظ الترزي  2ـ داود الصايغ  3 ـ فؤاد شحيبر  4ـ حنا دهدة فرح   5ـ خليل ظريفة  6 ـ جورج عياد  7 ـ أنطون المدبك  8 ـ فرج الصراف  9 - كمال ا لطويل  10 ـ خليل سابا.

وفـى أول اجتماع للجنة انتـُخب المحامى فرج الصراف سكرتيراً والسيد/ أنطون المدبك أمينـاً للصندوق.

لم يكن هناك اي اتصال مع الحاكم العسكري لقطاع غزة خوفا من التدخل في الشئون الداخلية للمجلس او سلبهم أي حقوق كانوا قد اكتسبوها حسب القوانين والتشريعـات الفلسطينيـة.

وبعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة السيد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله وعلى طريق بناء الدولة الفلسطينية والاستقلال السياسي والمحافظـة على السيادة والقانون الفلسطيني قام سيادة الرئيس بإصدار مرسوم رئاسي بتاريخ 25/8/1996م لتشكيل لجنة وكلاء كنيسة طائفة الروم الأرثوذكس في غزة ومكونه من السادة:-

 1- المحامى فرج الصراف (سكرتير اللجنة)  2 ـ د. رجا ترزي. 3ـ د. أنطون شحيبر 4 ـ أ. خليل سابا 5 ـ د. رمزي خوري 6ـ أ. تيسير الصايغ  7- أ. فاروق فرح  8 ـ د. ماهر عياد. 9-أ. هاني سابا  10- أ. قسطندي ضبيط  11- م. فؤاد عياد.

ولقد أكد هذا المرسوم الرئاسي في المادة الثانية منه أن اختصاص هذه اللجنة هو الإشراف على شؤون الكنيسة، وإدارة التبرعات والأوقاف الخاصة بها بما لا يتعارض مع سلطات المحكمة الكنائسية والروحية التي يمارسها البطريرك.

وحال قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن في صيف 1994 تكرم السيد الرئيس المرحوم/ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين مشكوراً بمنح قطعة أرض مساحتها 6 دونومات قسيمة رقم 479 لمنفعة أبناء الأسرة المسيحية، تم تسجيلها باسم لجنة وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية العربية بغزة، مع إعفاء تام من كافة الرسوم، وعمل المجلس على استثمار هذه الأرض لبناء المركز الأرثوذكسي الثقافي الاجتماعي العربي  لخدمة أبناء فلسطين بدون أي تمييز. وكان للسيد الدكتور/رمزي خوري اليد العليا في تنفيذ المشروع، وعمل جاهدا لتوفير ما يلزم لبناء هذا الصرح الكبير عن طريق جمع التبرعات والاشراف على بناء هذا المركز. ليكون مناره للثقافة والابداع لكافة ابناء الشعب الفلسطيني.

وبتاريخ 8/3/2007 صدر قرار من السيد الرئيس محمود عباس حفظة الله باعاده تشكل مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية من جديد وذالك بعد وفاه بعض اعضاءه السابقين وسفر بعضهم للخارج وبعضوية كل من:-

1-دكتور عيسى سليم طرزي (رئيسا)  2- السيد النائب/حسام الطويل 3 -دكتور/رجا ترزي 4 -دكتور سهيل انطون المدبك  5-دكتور ماهر عيسى عياد  6-السيد/سهيل خليل سابا  7-السيد/رياض فايز شاهين  8-السيد/خضر عبدالله الجلدة  9-السيد/عيسى نقولا ترزي  10-السيد/تيسير داود الصايغ  11-السيد/جلال نقولا عياد  12-هاني نقولا سابا  13-المهندس/وائل منير الصايغ  14-السيد/فاروق جورج فرح.

وقد استمر عمل هذا المجلس حتى صدور قرار جديد من السيد الرئيس محمود عباس بتاريخ 28/7/2017 حيث تم تغيير بعض اعضاء المجلس السابقين وتسميه اعضاء جدد وهم:

1-د.عيسى سليم طرزي (رئيسا)   2-أ.فاروق جورج فرح (أمين للصندوق)  3-د.ماهر عيسى عياد

4-د.سهيل انطون المدبك 5-م.وائل منير الصايغ  6-أ.خضر عبد الله الجلدة  7-أ.عيسى نقولا ترزي  8-أ.تيسير داود الصايغ  9-أ.رياض فايز شاهين  10-أ.سهيل خليل سابا  11-د.بشارة فؤاد الخوري  12-أ.الياس عودة الجلدة  13-أ.نمر حنا سابا  14-أ.بشارة ثيودور شحادة  15-أ.سمير جلال عياد

وقام المجلس عدده مشاريع منها متابعة قضايا اراضي الوقف المسيحي بقطاع غزة وتسجيلها عبر سلطة الأراضي الفلسطينية حفاظا على حقوق الوقف المسيحي في غزة. وايضا تكملة مشروع المركز الثقافي الأرثوذكسي العربي الذي تم البدأ ببنائه منذ اكثر من عشرين عاما حيث استكمل المجلس تشطيبات المركز بكافة لوازمة الداخلية والخارجية من مسرح وقاعات تدريبية وصالة متعدده الاغراض وصالة رياضية وساحة خارجية معده لاستقبال جميع الزوار والمستفدين من خدماته الثقافية والاجتماعية والرياضية بقطاع غزة وقد تم افتتاحة بتاريخ 15/9/2021 تحت رعاية فخامة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) حفظه الله، وبحضور لفيف من الشخصيات وممثلي المؤسسات العاملة بقطاع غزة وعلى راسهم ممثل السيد الرئيس محمود عباس وأبناء المجتمع الفلسطيني.

وبتاريخ 15/4/2022 صدر قرار جديد بشأن اعتماد تشكيل مجلس وكلاء الكنيسة الأرثوذكسية في غزة من السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله وذالك بعد الاطلاع على قرار غبطة بطريرك المدينة المقدسة ثيوفيلوس الثالث جزيل الاحترام باعادة تشكيل مجلس وكلاء الكنيسة وبعضويه كل من:-

1-د.ماهر عيسى عياد (رئيسا)  2-د.سهيل انطون المدبك  3-أ.سهيل خليل سابا  4-د. اسبيرو الطويل  5-م. حسام فرح 6-أ.عماد منير الصايغ  7-م.مروان وديع ترزي  8-أ.نصر غطاس حاكوره  9-د.ماجد العمش  10-أ.الياس الجلدة  11-أ.فادي متري الدباغ  12-م.فايز رياض شاهين  13-أ.بسام رؤوف شحيبر.

وقد جاء بالمادة الثانية من قرار السيد الرئيس محمود عباس بتكليف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس برئاسية الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية ورئيس الصندوق القومي الفلسطيني  باعاده تشكيل مجلس ادارة المركز الثقافي الأرثوذكسي في غزة بالتشاور مع مجلس الوكلاء الجديد.

وفي اول اجتماع للمجلس الجديد بتاريخ 19/4/2022م انتخب كل من الدكتور سهيل المدبك نائبا للرئيس والسيد عماد منير الصايغ امينا للصندوق والسيد سهيل خليل سابا امينا لسر المجلس بالاضافة لرئيس المجلس الدكتور ماهر عياد الذي تم تسميته سابقا من قبل السيد رئيس الدولة.

وقد تعهد المجلس الجديد باستكمال مسيرة اخوانهم بالمجالس السابقة في الحفاظ وتطوير وادارة جميع ممتلكات الأموال والعقارات للوقف المسيحي الأرثوذكسي وتسخيرها لخدمة المجتمع الفلسطيني  بكافه المجالات المتاحة شاكرين لجميع رؤساء وأعضاء المجالس السابقة جهودهم في المحافظة على الأملاك الوقفية الأرثوذكسية، ومواصلة المسيرة التاريخيه للمجلس في قطاع غزة.  

                                                            كامل اسبيرو عياد

                                                           مدير العلاقات العامة